2021-07-18

مستقبل أوروبا والتحديات الديموغرافية: الجدليات والإشكاليات

 



د. سلام الربضي \ الميادين نت، بيروت 13- 17- 2021.

 

تعتبر التحديات المرتبطة بالتطورات الديموغرافية وتدفقات الهجرة من بين أهم الاتجاهات التي ستحدد مستقبل أوروبا. وسيكون لذلك تداعيات ستؤدي إلى نظام متكامل من التغيرات الجذرية على مستوى هوية المجتمعات واستقرار الدول، والتي ستؤدي إلى إعادة تشكيل موازين القوى في القارة الأوروبية. وانطلاقاً من ذلك، بات من المستحيل فهم الواقع الحالي وقراءة التعقيدات المستقبلية بعيداً عن المسألة الديموغرافية. حيث تبدو العديد من التقديرات الديموغرافية الأوروبية خطيرة وتثير مخاوف استراتيجية. وبناءً على ذلك، واستناداً إلى كيفية تأثير تلك التحديات وتداخلها مع الأبعاد السياسية والأمنية والاقتصادية والقانونية والثقافية والبيئية، يمكن طرح العديد من الجدليات والإشكاليات:


1.     جدلية ضبابية التنبؤات الديمغرافية وغياب السيناريوهات الثقافية والسياسية:


تطرح الدراسات الديموغرافية عدم اليقين إلى حد الارتباك، مما يثير العديد من الإشكاليات حول الحقائق الديموغرافية غير المدعومة بأدلة علمية مؤكدة. وذلك نظراً لأن معظم التنبؤات والنظريات حول السلوك الديموغرافي تبدو ضبابية وغير قادرة على تقديم تفسيرات مقنعة. وفي حال تم إضافة تداعيات إشكاليات الهجرة، يصبح الإطار النظري أكثر تعقيداً وانفتاحاً على مجموعة متنوعة من علامات الاستفهام وعدم اليقين الجوهري المرتبطة بنسق الديناميكية الديمغرافية[1]. كما إن إمكانية التغيير السريع والجذري على الرغم من أن الشكل الذي يتخذه غير معروف، يطرح إشكاليات أساسية حول فعالية التخطيط. وبالتالي، يوجد الكثير من الشكوك حول فيما إذا كان هناك تحليل ديموغرافي أوروبي مستدام وموثوق فيه، إذ أن العديد من الاحصاءات الديمغرافية المستقبلية تستند إلى توقعات إيجابية غير مؤكدة ومشكوك فيها. ناهيك علامات الاستفهام الكبيرة حول غياب الدراسات الرصينة المبنية على توقع سيناريوهات ديمغرافية سلبية ( سواء كانت ثقافية أو سياسية) ووضع حلول لمعالجتها[2].

 

2- جدلية دولة الهجرة الناشئة والأمن غير الكلاسيكي:

 

تأثير الهجرة على المجتمعات الأوروبية معقد للغاية، فمنذُ عام 2015 ، شكلت الأزمة المتعلقة بمسألة الهجرة في أوروبا تحولاً غير مسبوق على مستوى التكامل الأوروبي. فالهجرة بأبعادها الثقافية والأمنية والسياسية والبيئية ينبغي دراستها من خلال منهجية استباقية وديناميكية[3]. وفي هذا الإطار، هناك العديد من الإشكاليات التي يجب على المجتمعات الأوروبية معالجتها:

-   هل ينبغي اعتبار الهجرة مسألة تتعلق بالأمن الثقافي أم أنها تخضع للقواعد الاقتصادية؟ وهل يمثل تدفق المهاجرين تهديداً لمبادئ المواطنة في أوروبا؟

 - إذا كان الخلل الديموغرافي المتعلق بمعضلة الشيخوخة لا يمكن مواجهته إلا برفع معدل الهجرة، فهل الأوروبيون على استعداد لتحمل العواقب الثقافية لمثل هذا الخيار؟

-    في حالة تأكيد مصداقية النظريات والأرقام التي تنبئ بتراجع معدلات الخصوبة في الدول النامية فما الذي يمكن أن تجده الدول الأوروبية كحلول، إذا كانت تعتمد بالدرجة الأولى على زيادة نسبة المهاجرين من الدول النامية؟

 - هل هنالك استراتيجية لمواجهة تكرار أزمة الهجرة 2015؟ فمثلاً كيف يمكن لإسبانيا أن تتعامل مع إشكاليات الهجرة فيما إذا قرر المغرب فتح حدوده مع إسبانيا للمهاجرين نتيجة نزاع سياسي بين البلدين أو عدم استقرار داخل المغرب أو بسبب الظروف المناخية؟

-    ما هي المعايير المناسبة للتعامل مع إشكاليات اللجوء البيئي المستقبلي؟ وهل يشكل هذا النوع الجديد من اللجؤ تهديداً على الأمن القومي الأوروبي؟


3- جدلية العلاقة بين الخيارات السياسية والاقتصادية:

 

العديد من التهديدات الديمغرافية في أوروبا لا يمكن فهمها دون نوع جديد من التحليل السياسي، وهذا المنطق يفتح الباب على مصراعيه لمناقشة العلاقة الجدلية بين الخيارات السياسية والمصالح الاقتصادية. فعندما تتداخل المصالح بين السلطة السياسية والطبقة الرأسمالية والمؤسسات البيروقراطية ومؤسسات البحث الأكاديمي، يصبح من الصعوبة بمكان ما إيجاد خيارات خارج النسق الاقتصادي المغلق، والذي يرتبط بجدلية العلاقة بين السلطة ورأس المال في أوروبا. إذ أن تعقيدات الاحتكاك بين السياسة والاقتصاد باتت جزء أساسي من فهم المستقبل الأوروبي[4]. لذلك، يجب طرح الإشكاليات التالية:

-      أين تبدأ حدود المصالح الاقتصادية وأين تنتهي؟ وهل الرؤية الاقتصادية وحدها قادرة على معالجة التحديات الديمغرافية أم أنها من أحد أهم التحديات الأوروبية المستقبلية؟

-      لماذا الاهتمام السياسي والأكاديمي الأوروبي المرتبط بمسألة الديمغرافيا والهجرة منصب على تحليلات اقتصادية أكثر من التحليلات الاستراتيجية السياسية والثقافية والأمنية[5]؟

 

4. جدلية الأمن الديموغرافي الثقافي الأوروبي:

 

التغيير الجوهري في البنية الديموغرافية الأوروبية يثير تساؤلات مصيرية حول إشكاليات الأمن الثقافي. فزيادة معدل الشيخوخة ومخاطر تدفقات الهجرة ستحدث تغييرات خطيرة، تنذر بتحول المجتمعات الأوروبية إلى مجتمعات مفككة تفتقر إلى أي قواسم مشتركة فيما بينها. وهذا الواقع يمكن أن يؤدي إلى زيادة النزعة الانفصالية وردود الفعل الراديكالية من قبل الشعوب الأوروبية الأصلية. وهكذا يتضح أن هناك حاجة ماسة للبحث في المسألة الثقافية، بدلاً من الاعتماد فقط على الخيارات الاقتصادية.

 فالثقافة باتت عاملاً مؤثراً في تطوير الاستراتيجيات الجيوسياسية، خاصة مع تنامي الهواجس القائمة على الخوف المستقبلي من أن تفقد القارة هويتها وأمنها الثقافي. وعلى الرغم من كل الملاحظات أو الانتقادات التي يمكن توجيهها نحو الأفكار والنظريات الثقافية المرتبطة بواقع التحولات الديموغرافية، إلا أنها ستبقى ذو أهمية استراتيجية، وهي ليست مجرد نقاش أكاديمي بحت. هذا لأنه لن تكون هنالك أي دولة أوروبية في مأمن من تلك التداعيات الثقافية، ناهيك عن أنه يجب عند مواجهة التحديات الديموغرافية الأخذ بعين الاعتبار أنها ناتجة عن عوامل وصيرورات ثقافية أوسع وأشمل من مجرد قرارات سيتخذها القادة السياسيون الأوروبيين. وبناء على ذلك، هنالك كثير من الإشكاليات التي تحوم حول كيفية إعادة خلق الثقافة والسياسة الأوروبية، ومنها:

-   أين حدود الأمن الديموغرافي الثقافي الأوروبي؟ وكيف يمكن التوفيق بين الاستمرارية في تبني مبادئ اقتصاد السوق الحر، وعلى العكس من ذلك، على المستوى السياسي ينبغي أن تكون القارة الأوروبية منغلقة ثقافياً على نفسها؟

 

-    ما هو مدى التنوع الثقافي الذي يمكن أن تستوعبه المجتمعات الأوروبية من أجل الحفاظ على تماسكها؟ وما مدى إمكانية استغلال بعض الدول الأجنبية هذا الواقع الثقافي لتقويض الأمن القومي الأوروبي؟ وهل هناك استراتيجية أوروبية لمواجهة أي محاولة مستقبلية للتدخل في شؤون القارة باستغلال الحقائق الناتجة عن الهجرة وسياسات التعددية الثقافية[6]؟

 

-   هل هنالك أي وسيلة لزيادة النمو الديموغرافي دون اللجوء إلى التجديد الديني المحافظ(البديل الاستراتيجي الأكثر أهمية) الذي يُخشى أن تأتي به الديموغرافيا؟ وكيف يمكن التصدي للتحدي الثقافي المرتبط بنسق الحلول التكنولوجية للديمغرافيا ولخطر عدم اليقين بشأن ما إذا كان هذا النسق سيعزز أو يزيد من تآكل الأسرة النووية الأوروبية؟

 

يجب أن نأخذ في الاعتبار الأهمية الواضحة للأنساق الثقافية كعوامل مؤثر توفر رؤية تحليلية مختلفة، والتي غالباً ما يفوق تأثيرها الاستراتيجي المصالح الاقتصادية. لذلك يجب النظر إلى هذه الأنساق من حيث درجة التغيير الذي تمثله. إذ لم يعد من الممكن إيجاد أي مقاربة منطقية للواقع السياسي دون مراعاة تأثير العوامل الثقافية، التي ما زالت تتجاهلها مؤسسات الاتحاد الأوروبي والتي سيكون لها دور محوري في تحديد مستقبل أوروبا[7].

 

5- جدلية مواجهة الانقسامات السياسية والثقافية المرتبطة بتحديات الديموغرافيا والهجرة:

 

يمكن الاستنتاج بشكل قاطع أن المشروع الأوروبي (منذُ بداية أزمة الهجرة عام 2015) بات يواجة مخاطر حقيقية، مع اتساع الفجوة الاجتماعية والسياسية والثقافية داخل أوروبا، ناهيك عن فقدان الأحزاب السياسية التقليدية لفعاليتها في مقابل زيادة نفوذ الأحزاب اليمينية والحركات المناهضة للاتحاد الأوروبي وجميع سياسات التعددية الثقافية وتشجيع الهجرة (The Eurosceptics)، حيث أصبحوا أكثر نفوذاً على مستوى الحكومات والبرلمانات الوطنية أو مؤسسات وبرلمان الاتحاد الأوروبي. ومن أحد أحدث الأمثلة في هذا السياق هو نجاح حزب اليمين"Chega" في البرتغال من الحصول على 12% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في بداية 2021. وبالتالي، هذه المخاطر تثير تساؤلات حول ما إذا كانت ستؤدي إلى زيادة الانقسام أم أنها مجرد اضطرابات مرحلية لن تؤثر على عملية التكامل الأوروبي. وحتماً الإجابة على تلك التساؤلات ستبقى مرهونه بالإشكاليات التالية:

-     إشكالية المواجهة المباشرة بين مؤيدي ومعارضي سياسات الهجرة: فهل ستؤدي إلى تغيير العديد من المعادلات الاستراتيجية والتوازنات السياسية داخل أوروبا في المستقبل[8]؟

-  إشكالية فقدان الاستراتيجية الثقافية: هل أوروبا في حاجة ماسة إلى تطوير استراتيجيات للتخفيف من المخاوف الثقافية من أجل مواجهة حروب الأفكار التي تدور حالياً في القارة؟ وهل يملك القادة السياسيون والنخب البيروقراطية رؤية ثقافية وسياسية قادرة على التعامل مع الحركات الشعبية المناهضة لسياسات الاتحاد الأوروبي المرتبطة بالهجرة؟

 

على نور كل ما تقدم، لكي تكون أوروبا مستعدة قدر الإمكان لمواجهة تلك التحديات، يحتاج القادة الأوروبيين إلى التفكير على نطاق واسع في أسوأ ما يمكن أن يحدث. وبناء عليه، يمكن لهذه الجدليات والإشكاليات المطروحة أن تكون بمثابة إنذار مبكر حول التغيرات الجيوسياسية العميقة الجارية حالياً أو التي من المتوقع حدوثها مستقبلياً. إذ أنه مع اجتماع التحديات الديمغرافية مع افتقار القادة السياسيين ذوي الرؤية الاستراتيجية، يجعل الأوروبيين غير قادرين على مقاومة هذ التغيرات الشاملة. والأخطر من ذلك، أن هذا التغيرات لم تعد قائمة على ما يفعله السكان الأوروبيون الأصليون أو ما يطمحون إليه، بل التغيرات قائمة على ما يحدث لهم، وما يحدث هو أزمة الهوية، أو بالأحرى هو أزمة عدم وجودها[9].

وبناءً على ذلك يمكن القول إن دراسة القضايا الديموغرافية هي المدخل الرئيسي الذي يمكن من خلاله إدراك الواقع الحالي لأوروبا ومصيرها في المستقبل. حيث أن فهم التحديات الديموغرافية وتأثيراتها المترابطة بات محوراً مهماً للغاية يتجاوز المفاهيم الكلاسيكية، ويفتح الباب على مصراعيه للتساؤلات المرتبطة بطبيعة العلاقة بين الديمغرافيا والاقتصاد والثقافة والبيئة والأمن والسياسة[10].

وهذا الواقع حتماً يتطلب ابتكار رؤية أوروبية جديدة تكون قادرة على مواجهة كل هذه الجدليات والإشكاليات، حيث يبدو أن العديد من الأفكار والسياسات الحالية لم تعد تواكب تلك التطورات. وفي هذا السياق، يبدو أيضاً إن التساؤلات المرتبطة بجدليات وإشكاليات قدرة الأوروبيين على إيجاد حلول لكل هذه التحديات ستبقى غير مكتملة بدون التساؤلات المرتبطة بجدليات وإشكاليات الإرادة الأوروبية؟



[1]        Kenneth Gronbach,Others,"Upside: Profiting from the Profound Demographic Shifts Ahead", Amacon, U.S,2017,pp.229-256.


[2] Report,"Security Outlook 2030: Three Alternative Scenarios",World Economic Forum, Switzerland, 2019. Also, Report,"State of World Population 2018-The Power of Choice: Reproductive Rights and the Demographic Transition",United Nations, NY ,2018, p.7. Also, Report: Carolin Nerlich, "The 2018 Ageing Report: Population Ageing Poses Tough Fiscal Challenges", European Central Bank (ECB), Germany, 2018.


[3] Thomas Gomart, Marc Hecker ,"European Elections 2019: Structuring the Debate", French Institute of International Relations,France, February 2019,pp.23-26.


[4] Joan Wallach Scott,"Knowledge, Power and Academic Freedom",Columbia University ,U.S,2019, pp.1-124.


[5] Thomas Gomart, Marc Hecker ,"European Elections 2019: Structuring the Debate", French Institute International Relations, France, February 2019,pp.23-26.


[6] Christopher Deliso,"Migration,Terrorism,and Future of a Divided Europe:A Continent Transformed", Praeger,U.S,2017,pp.67-92.


[7] CQ Researcher," Global Issues: Selections from CQ Researcher ",CQ Press, U.K , 2017,pp.261-284.


[8]        Alina Polyakova,"The Dark Side of European Integration: Social Foundations and Cultural Determinants of the Rise of Radical Right Movements in Contemporary Europe", Ibidem Press,U.S,2015,pp.(Conclusion).


[9]        Douglas Murray,"The Strange Death of Europe: Immigration, Identity, Islam", Bloomsbury Continuum, London, 2017,pp.284-338.


[10]   Paul Morland,"The Human Tide: How Population Shaped the Modern World",Public Affairs,NewYork,2019,pp.255-282. Also, Ohn Baylis,Steve Smith,Patricia Owens,"The Globalization of World Politics: An Introduction to International Relations",Oxford University Press,U.S, 2017,pp.480-528.


2021-07-06

Europa Y Los Desafíos Demográficos: Dialécticas Y Problemáticas

 


Por Dr. Salam Al Rabadi

 Centro de Estudios Internacionales para el Desarrollo (CEID), Argentina, Mayo de 2021.


https://www.academia.edu/49573774


1.      Introducción.

 

Los retos asociados a la evolución demográfica y a los flujos migratorios se encuentran entre las tendencias más importantes que determinarán el futuro de Europa. Esto tendrá repercusiones que darán lugar a un sistema integrado de cambios radicales en el nivel de identidad de las sociedades y  la estabilidad de los estados en Europa. Por lo tanto, existe un amplio abanico de presiones demográficas que conducirán a un replanteamiento de la realidad y el equilibrio de poder en el continente europeo.

De ahí que, es imposible entender la realidad actual de Europa, y será difícil leer sus complejidades futuras sin tener en cuenta las problemáticas asociadas con la demografía y la migración. Donde, muchas estimaciones demográficas europeas parecen peligrosas y plantean cuestiones estratégicas clave. En consecuencia, a partir de cómo afectan los retos de la demografía y la migración, y su imbricación con las dimensiones política, de seguridad, económica, jurídica, cultural y medioambiental, se pueden plantear muchas problemáticas y dialécticas.

 

2.      La dialéctica de la falta de credibilidad de las predicciones demográficas

 

Los estudios demográficos aumentan la incertidumbre hasta el punto de la confusión, lo que plantea interrogantes sobre muchos hechos demográficos básicos que no están respaldados por evidencia científica confirmatoria. Además, dado que la mayoría de los supuestos teóricos sobre el comportamiento demográfico parecen inadecuados para comprender y proporcionar explicaciones convincentes de la dinámica de los desarrollos demográficos, con las nuevas implicaciones sobre el tema de la migración, el marco teórico se vuelve más complejo y abierto a una variedad de problemáticas, dada la incertidumbre intrínseca de la dinámica futura de la población[1].

 

Por no mencionar, el potencial de un cambio rápido y radical, aunque se desconoce la forma que adopte, plantea cuestiones fundamentales sobre la eficacia de la planificación y la preparación. Los números en sí mismos no son la tarea. Los números al final son sordos, pero lo más importante y peligroso es lo que revelan estos números y las implicaciones.

 

En este contexto, existen muchas dudas sobre si existe un análisis demográfico sostenible y fiable en la UE[2]. Asimismo, existen serios interrogantes sobre la ausencia de estudios Europeos honestos basados ​​en la expectativa de escenarios negativos, tanto culturales como políticos, y el desarrollo de planes y soluciones alternativas para abordarlos en el futuro[3].

 

3.      Dialéctica del Estado de Inmigración Emergente y la Seguridad No Clásica

 

Desde 2015, la crisis en torno a la cuestión de la migración en Europa ha constituido un giro sin precedentes en la historia de la integración europea. El impacto de la migración en las sociedades europeas es muy complejo, por lo que es necesario desarrollar nuevos enfoques para fomentar la búsqueda de respuestas europeas a estos desafíos. De ahí que la migración, con sus dimensiones culturales, de seguridad, políticas y medioambientales, deba estudiarse mediante una metodología proactiva y dinámica[4]. En este contexto, hay muchas problemáticas que deben abordarse:

 

-      ¿Debe considerarse la inmigración como una cuestión de seguridad cultural europea? ¿O está sujeta a las normas de competencia económica? ¿El flujo de inmigrantes representa una amenaza para las instituciones soberanas y para el principio de ciudadanía en Europa?

-      Si el desequilibrio demográfico (relacionado con el dilema del envejecimiento) sólo puede reequilibrarse mediante un nivel de inmigración superior al que los países europeos consideran políticamente aceptable, ¿están los europeos dispuestos a asumir las consecuencias de tal elección estratégica para su seguridad cultural y su futuro? También, en caso de que se confirme la credibilidad de las teorías y cifras que predicen el descenso de las tasas de fertilidad en los países en desarrollo: ¿Qué pueden encontrar los países europeos como soluciones para su deteriorada realidad demográfica, si sus soluciones dependen principalmente del aumento de la proporción de inmigrantes de los países en desarrollo?

-      ¿Existen planes estratégicos para hacer frente a la probabilidad de que se repita una crisis migratoria similar a la de 2015? Por ejemplo, ¿cómo puede España hacer frente a los problemas de inmigración si Marruecos decide abrir su frontera con España a los inmigrantes como resultado de una disputa política entre los dos países, de la inestabilidad dentro de Marruecos o debido a las condiciones climáticas y medioambientales?

-      ¿Cuáles son las normas europeas adecuadas para abordar las cuestiones de asilo humanitario, especialmente las relacionadas con las normas de asilo medioambiental? ¿Necesita Europa un sistema centralizado de migración[5]? ¿Debe considerarse la migración medioambiental como una amenaza para la seguridad nacional europea? ¿Existe una estrategia unificada que pueda hacer frente a las consecuencias de la futura migración medioambiental?

 

4.      La dialéctica de las opciones políticas y económicas y la sostenibilidad demográfica

 

En efecto, muchas de las amenazas que se ciernen sobre Europa han quedado claras y no pueden entenderse sin un nuevo tipo de análisis político. Así, esta lógica abre la puerta de par en par a discutir la relación dialéctica entre las opciones políticas y los intereses económicos (cuando los intereses se superponen entre el poder político, la clase capitalista, las instituciones burocráticas y las instituciones académicas de investigación, habrá poco espacio para la acción). Por lo tanto, hay que preguntarse cómo abordar la problemática relación entre el poder y el capital en Europa.

 

Así, dada la importancia de la visión monetaria, se puede argumentar que la dialéctica de la relación entre los Problemáticas demográficos y las complejidades de la interdependencia entre política, economía y conocimiento se ha convertido en un fiel reflejo de las tensiones inherentes al futuro de Europa[6]. En consecuencia, hay que plantear la siguiente problemática:

 

-      ¿Centrarse únicamente en la visión económica proporciona una base sólida para proteger el futuro de Europa? ¿O es esa visión económica la que, en primer lugar, forma parte de las causas del dilema europeo?

-      ¿Dónde empiezan los límites de los intereses económicos y dónde terminan? ¿Y por qué la mayoría de las preocupaciones políticas y académicas que tratan los temas de demografía y migración se basan en análisis más orientados a la economía que a los estratégicos a nivel político, cultural y de seguridad[7]?

 

Uno de los retos más graves a los que se enfrenta el continente es el gran cambio de la estructura demográfica, que plantea los problemas de la seguridad cultural y el futuro de Europa. Donde Europa sufre el fenómeno del envejecimiento y el aumento del riesgo de los flujos migratorios, lo que traerá consigo cambios estratégicos muy peligrosos y que presagian la transformación de las sociedades europeas en sociedades desarticuladas y carentes de cualquier elemento común entre ellas[8].

 

Así, queda claro que se necesitan ideas y opciones políticas y culturales, en lugar de confiar únicamente en las opciones e ideas económicas. Por lo tanto, se puede decir que la cultura se ha convertido en un factor que influye en el desarrollo de las estrategias geopolíticas[9].

 

5.      La dialéctica de la seguridad demográfica cultural.

 

Se necesitan urgentemente nuevas ideas relacionadas con la problemática de la relación entre la seguridad cultural europea y los retos de la demografía y la migración[10]. Aqui, no debemos olvidar que abordar estos desafíos se basará en factores culturales y medidas de profundidad amplia e integral. Sin duda, es algo más que decisiones tomadas por los líderes políticos. Basado en esto, quedarán muchos interrogantes sobre cómo recrear la cultura y la política a raíz de estos patrones demográficos,que incluye:

 

1-      ¿Dónde están los límites de la seguridad demográfica cultural europea? ¿Cómo puede conciliar la continuidad en la adopción de los principios de una economía de libre mercado , por el contrario, en el plano político, el continente europeo debe estar culturalmente cerrado a sí mismo[11]?

2-      ¿Es posible garantizar que algunos países extranjeros no exploten estas minorías o la realidad cultural europea  para socavar la seguridad nacional y desestabilizar? ¿Existe un plan estratégico para contrarrestar los intentos de injerencia en los asuntos internos del continente, explotando las realidades resultantes de la inmigración y las políticas de multiculturalismo[12]?

3-      ¿Puede Europa encontrar una manera de mantener el equilibrio demográfico sin recurrir a la renovación religiosa conservadora que se teme que traiga consigo la nueva demografía (despertar religioso), considerando que es la alternativa estratégica más vital[13]?

A la hora de considerar el futuro de Europa, debemos tener en cuenta la aparente importancia de los patrones culturales como factor influyente en la política europea, lo que proporciona una visión analítica diferente centrada en las dimensiones culturales[14].

En este contexto, es importante destacar la importancia que debe darse a las dimensiones culturales a la hora de formular y desarrollar políticas estratégicas sobre los retos de la demografía y la migración. En algún lugar debemos reconocer que las dimensiones culturales a menudo superan su impacto estratégico en los intereses económicos[15].

 

6.      La dialéctica de afrontar las divisiones políticas y culturales

 

En definitiva, todas estas dialécticas en la investigación nos llevan a plantear una dialéctica política e intelectual fundamental sobre la esencia misma de la existencia de la UE y el futuro de Europa. A juzgar por las repercusiones derivadas de la crisis migratoria de 2015, se puede concluir de forma contundente: que el proyecto europeo en general está en peligro.

 

Hay muchos hechos que no son esperanzadores ya que la brecha social, política y cultural se amplía dentro de Europa. Los partidos políticos tradicionales se desmoronan, se pierden día a día su eficacia y credibilidad en todo el continente; los movimientos euroescépticos (anti-UE y todas las políticas de inmigración y multiculturales) están en aumento y ganan en popularidad en sus países[16]. También se han vuelto más influyentes a nivel del Parlamento Europeo[17]. Por no hablar de las consecuencias negativas de la salida del Reino Unido de la UE (Brexit), además de cambiar el equilibrio de poder a nivel de las relaciones internacionales. Por lo tanto, debe reconocerse que existen muchas retos y preocupaciones reales y justificadas. Esto es lo que podemos concluir tratando de encontrar respuestas a las siguientes problemáticas:

 

-   ¿Se dirige Europa hacia un abismo, un colapso y una división, o esta realidad no es más que baches y dificultades inmediatas que no afectarán el rumbo de la integración europea en el futuro?

-    ¿El enfrentamiento directo entre partidarios y detractores de las políticas migratorias cambiará en el futuro muchas de las ecuaciones estratégicas y equilibrios políticos dentro de Europa[18]?

-  ¿Necesita Europa desarrollar urgentemente estrategias para aliviar las preocupaciones culturales, con el fin de contrarrestar las guerras de ideas que se están produciendo actualmente en el continente?

-  ¿Cómo se enfrentarán los líderes políticos y las élites burocráticas a los desafíos, incluyendo cómo hacer frente a la ola popular y política que se opone a la UE, a las políticas de inmigración y al multiculturalismo?

Para que los europeos estén lo más preparados posible para el futuro, los líderes deben pensar en términos generales y considerar lo peor que podría ocurrir. De ahí que esas dialécticas y problemáticas específicas puedan ofrecer advertencias tempranas sobre las tendencias geopolíticas más profundas en curso o sobre lo que podría ocurrir en el futuro, que están directamente relacionadas con los retos de la demografía y la migración.

7.      Conclusión.

El descenso de la natalidad, la inmigración masiva, el decepcionante fracaso del multiculturalismo, y la falta de líderes políticos con visión estratégica, se han unido para que los europeos sean incapaces de resistir su propia alteración integral como sociedad o estados. Y lo que es más peligroso, el cambio ya no es lo que hacen o a lo que aspiran los nativos europeos, el cambio es lo que les está ocurriendo, y lo que está ocurriendo es la crisis de identidad o más bien la falta de ella[19].

En base a esto, se puede decir que el estudio de las cuestiones demográficas es la entrada principal a través de la cual es posible percibir la realidad actual de Europa, y por ende su destino futuro[20]. Así, las implicaciones de las cuestiones demográficas y de inmigración van más allá de los conceptos clásicos y abren la puerta de par en par a las problemáticas relacionadas con la naturaleza de las relaciones entre la política, la economía, la cultura, la seguridad, el medio ambiente y el derecho, todas ellas relacionadas con la interpretación de la realidad de Europa y la lectura de su futuro[21].

En resumen, ante la nueva situación demográfica, es necesario plantearse la elaboración de una nueva visión europea que sea capaz de afrontar estas graves dialécticas relacionadas con los retos de la demografía y la migración. Así, parece haber quedado claro que muchas de las ideas y políticas actuales ya no están a la altura de estos retos que Europa nunca ha conocido.  

Pero en este contexto, preguntas y dialécticas sobre la capacidad: ¿los europeos pueden encontrar soluciones a todos estos desafíos? seguirá siendo incompleta, ya que la dialéctica y las preguntas sobre la capacidad siguen siendo incompletas sin las preguntas y la dialéctica de la voluntad.


[1]  Kenneth Gronbach,Others,"Upside: Profiting from the Profound Demographic Shifts Ahead", Amacon, U.S,2017,pp.229-256.


[2]  Por no hablar de la necesidad de un tratamiento problemático: limitaciones de los datos disponibles.


[3] También en este contexto, se puede decir que muchas de las declaraciones prospectivas se basan en perspectivas positivas desfavorables, no confirmadas y dudosas. Ver: Report,"Security Outlook 2030: Three Alternative Scenarios",World Economic Forum, Switzerland, 2019. También :Report,"State of World Population 2018-The Power of Choice: Reproductive Rights and the Demographic Transition",United Nations, NY ,2018,p.7. También:Report,"World Population Ageing 2017",United Nations,NY,2017,p.3+(10-11). También, Report: Carolin Nerlich, "The 2018 Ageing Report: Population Ageing Poses Tough Fiscal Challenges", European Central Bank (ECB), Germany, 2018.


[4] Thomas Gomart, Marc Hecker ,"European Elections 2019: Structuring the Debate", French Institute of International Relations,France, February 2019,pp.23-26. Ver: https:// ww wifri.org/ sites/default/files/atoms/files/gomart hecker et al european elect ions 2 0 1 9 e n g .pdf Accedido en 07-02-2021.


[5] Anna Triandafyllidou,Ruby Gropas,"European Immigration:A Sourcebook", Routledge, London,2016, pp.377- 400.


[6] Joan Wallach Scott,"Knowledge, Power, and Academic Freedom",Columbia University ,U.S,2019, pp.1-124.


[7] Thomas Gomart, Marc Hecker,"European Elections 2019: Structuring the Debate", French Institute International Relations, France, February 2019,pp.23-26.


[8] Todo esto podría llevar al separatismo o reacciones radicales de los pueblos indígenas de Europa, lo que se hace más evidente en estos días.


[9] Especialmente con el surgimiento de una cultura de miedo y ansiedad lógicos en Europa de que el continente pueda perder su identidad y seguridad.


[10] En este contexto, a pesar de todas las observaciones que pueden dirigirse hacia ideas y teorías asociadas a la realidad de los cambios demográficos culturales, siguen siendo un marco útil para el análisis, que no es meramente un debate académico sino de gran trascendencia práctica. Esto se debe a que ningún país europeo será inmune a los desafíos culturales asociados con la cuestión demográfica.


[11] ¿Está Europa preparada en el futuro para aceptar la idea de otorgar derechos a las minorías, cuyas características culturales son cada vez más evidentes? ¿Es posible mantener una identidad independiente para cada una de las minorías mientras se asegura su membresía en el estado? ¿Cuánta diversidad puede soportar Europa para mantener su cohesión como nación?


[12] Christopher Deliso,"Migration,Terrorism,and Future of a Divided Europe:A Continent Transformed", Praeger,U.S,2017,pp.67-92.


[13]  ¿Y cómo puede Europa abordar el desafío cultural asociado con los problemas de la industria de la fertilidad (es decir, soluciones científicas a la crisis demográfica) que pondrá a las comunidades europeas en riesgo de incertidumbre sobre si este futuro sistema demográfico fortalecerá o erosionará aún más a la familia europea?


[14] Debemos darnos cuenta de que ya no es posible encontrar una visión práctica y lógica para comprender la realidad política europea, sin tener en cuenta la influencia de factores culturales y religiosos, que muchos líderes políticos europeos ignoran. Estos son los factores que jugarán un papel fundamental en la determinación del futuro de Europa. Ver: CQ Researcher," Global Issues: Selections from CQ Researcher ",CQ Press, U.K , 2017,pp.261-284.


[15]  Por tanto, este patrón cultural debe ser visto en términos del grado de cambio que representa, que introduce un nuevo mecanismo con raíces culturales y políticas (que antes no eran tan claras como la profundidad y claridad actual), que ayuda a comprender la realidad europea y los retos futuros de la demografía y la migración.


[16] Uno de los ejemplos más recientes en este contexto es el éxito de la extrema derecha en Portugal al obtener el 12 % de los votos en las elecciones presidenciales celebradas a finales de enero de 2021.

[17]  Faisal Al Yafai,"The far-right’s Influence in Europe is Much Greater Than Its New EU Parliamentary Group Suggests",EURACTIV,Brussels‎,27‎‎jun2019.Ver:https://www .euractiv. com/section/eu-elections-2019opinion/the-far-rights-influence-in-europe-is-much-greater-than-its-new-eu-parliamentary-group-suggests/  Accedido en  07-02-2021.

[18]      Alina Polyakova,"The Dark Side of European Integration: Social Foundations and Cultural Determinants of the Rise of Radical Right Movements in Contemporary Europe", Ibidem Press,U.S,2015,pp.(Conclusion).


[19] Douglas Murray,"The Strange Death of Europe: Immigration, Identity, Islam", Bloomsbury Continuum, London, 2017,pp.284-338.


[20] Por ejemplo, los cambios demográficos explican por qué llegó y terminó la Primavera Árabe, cómo China se elevó de manera tan meteórica y por qué Gran Bretaña votó por el Brexit y Estados Unidos por Donald Trump. Por lo tanto, desde Europa hasta América, China, Asia oriental, Oriente Medio y el norte de África, los cambios demográficos son una vista panorámica del poder y la importancia absoluta del impacto de los cambios demográficos, ya sea a nivel de cantidad o de calidad. Ver: Paul Morland,"The Human Tide: How Population Shaped the Modern World",Public Affairs,NY,2019,pp.255-282.


[21] Comprender las variables demográficas y sus efectos interrelacionados e interrelacionados en diversos campos es un eje muy importante, al menos a nivel de la relación dialéctica entre los problemáticas de demografía y migración, seguridad, derecho, economía, cultura, medio ambiente, desarrollos científicos y tecnológicos. ..etc Vre: Ohn Baylis,Steve Smith,Patricia Owens,"The Globalization of World Politics: An Introduction to International Relations",Oxford University Press,U.S, 2017,pp.480-528.

For communication and cooperation

يمكن التواصل والتعاون مع الباحث والمؤلف سلام الربضي عبر الايميل
jordani_alrabadi@hotmail.com