2013-03-29

today 37 years no no no today 38 years





to 
my unknown








today 37 years no no no today 38 years 

for you

alwayssssssssssssssssssssssssss

I Will Be

 Right Here 

Waiting For You

 

 

 

 and

I

 Surrender









2013-03-23

دبلوماسية الجغرافية المائية










هذا المقال بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22 اذار من كل عام

سلام الربضي \ باحث ومؤلف في العلاقات الدولية



صحيفة العرب اليوم \ عمان

26-3-2013


http://www.arabstoday.net/segf-geqhvk/20130326/420134.html








منذ القدم لجأت الدول إلى المياه لرسم حدودها، ولحماية نفسها من المعتدين أو لشن الهجوم على العدو. ولقد تم استخدام المياه كوسيلة استراتيجية وتكتيكية، وكسلاح للضغط والدعاية. وتكمن أهمية مسألة المياه على عدة مستويات :

أولاً : الأمثلة التاريخية الدالة على تطبيق نظرية الحدود على الأنهار والبحيرات كثيرة جداً. ويكفي القول، على أن 52% من الترسيمات الحدودية في أمريكا اللاتينية تتطابق مع مواقع هيدروغرافية. في مقابل، 34% في أفريقيا، و25% في أوروبا، و23% في آسيا أي بمتوسط عالمي قدره 32%. حيث هذه الحدود الطبيعية تم التوصل إليها، بعد حروب ومعاهدات صاغت تاريخ العلاقات الدولية منذ ما قبل الميلاد. ومن هذا المنطلق، تم استخدام المياه كوسيلة دفاعية وهجومية، استراتيجية وتكتيكية في الصراعات بين الأمم أو الدول.

ثانياً: المياه تغطي 71% من مساحة الكرة الأرضية، ولكن 98% منها تحتوي على نسبة عالية من الملوحة، تجعلها غير صالحة لمعظم الاستخدامات. كما تشكل المياه، وسطاً معقداً وهشاً، وهي مصدر حياة الكائنات الحية. وهناك القليل جداً، من النشاطات البشرية سواء في الإنتاج أو الاستهلاك لا يستخدم المياه كمادة لا بديل لها.

وتشير التقارير الدولية، أن موارد المياه المتاحة لكل فرد في العالم، سوف تتقلص بنسبة لا تقل عن 50% خلال الفترة الواقعة بين عامي 2000 - 2025 . وتكمن الخطورة، عند معرفة أن نسبة الاستهلاك العالمي للمياه تزداد بمعدل 8.4% سنوياً. وفي خضم هذا الواقع العالمي، الذي يعاني من مشكلة نقص حاد في الوضع المائي، أصبح تقاسم مصادر المياه ضرورياً أكثر فأكثر، وصعباً بفعل تنوع الحاجات والاستخدامات واللاعبين. وفي ظل التقارير والدراسات التي تشير، إلى أن القرن الحالي سيشهد حروباً داخلية وخارجية، للسيطرة على المياه _  مثلما شهد القرن الماضي، حروباً على النفط _ تبدو المياه رهاناً استراتيجياً تدخل في صميم الأمن القومي لأي بلد، على الصعيد السياسي، الاستراتيجي، الاقتصادي الاجتماعي.





 
وعلى ضوء، ما تم التوصل إليه عالمياً من اتفاقيات ومعاهدات لتنظيم هذا الوضع، إلا أن هناك، كثير من الإشكاليات التي تطرح مستقبلياً، لكيفية تعاطي الدبلوماسية مع هذه المسألة :

هل الواقع المائي المستقبلي يعبر عن حتمية الصراعات والنزاعات؟ أم أن طبيعة هذه النزاعات والصراعات المائية، تحتم العودة إلى الجغرافيا؟ وهل تفرض الدبلوماسية الجغرافية على الدول خيارات غير تقليدية؟ 

وما هو حيز التحرك الدبلوماسي والسياسي لكل من الدول الغنية أو الدول شحيحة الموادر المائية؟
فهل مثلاً يمكن فهم الاستراتيجية التركية المستقبلية دون فهم السياسة المائية لتركيا الباحثة عن دور إقليمي متعاظم في منطقة يعاني 14 بلداً فيها من مشاكل مائية وغذائية؟؟؟

وإذا كانت التقارير تتنبأ بصراعات مائية، فهل هذا مؤشر على أهمية الدور الدبلوماسي في المستقبل؟ وهل هذا يدفعنا إلى القول أن العصر القادم هو عصر دبلوماسية الجغرافية المائية ؟ 

تعتبر المياه، أحد المصادر الأكثر تفاوتاً في التوزيع في العالم. حيث تتقاسم عشرة بلدان 60% من المياه العذبة في العالم. وهي بالكيلومتر المكعب سنوياً كالأتي : 1- البرازيل 5670     2 – روسيا 3904 . 3- الصين 2880. 4- كندا 2850 . 5- أندونيسيا 2530 . 6- الولايات المتحدة 2478.  7- الهند 1550  .8 - كولومبيا 1112   9- الكونغو الديمقراطية 1020 .   وعلى سبيل المقارنة، فإن كل دول الاتحاد الأوروبي ما عدا النمسا وفنلدا والسويد، تستفيد من 816كلم3 في السنة. وعلى النقيض الآخر، فإن البلدان الأكثر افتقاراً هي البلدان الأصغر، أو الأكثر وعورة، وهي من أسفل إلى أعلى بالكلم3 سنوياً: الكويت والبحرين صفر تقريباً من المياه العذبة المتجددة، مالطا 25، سنغافورة 600, كل من ليبيا والأردن 700, قبرص 1000. وعلى طرف ونقيض آخر، فإن سيرينام تملك تدفقاً سنوياً معدله مليوني متر مكعب لكل نسمة. وإيسلندا 708000 م3، ومتوسط دول الاتحاد الأوروبي 2530م3.

 


نتيجة لتلك الوقائع والمعطيات، ووفقاً لما يرسم من صورة قاتمة للوضع المائي العالمي والإقليمي. يبقى التساؤل مشروع عن كيفية إيجاد السبل لحل هذه المعضلة ؟؟ سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي أو على صعيد القانون الدولي؟؟ بالإضافة إلى السياسة العامة الداخلية في كل بلد؟ 

مسألة المياه، في الإطار العام ولكونها أزمة عالمية، فإن السبيل لحل هذه المعضلة، يكمن على ثلاث  مستويات :

أولاً- محلياً: الحلول التقنية، التي يمكن لكل دولة أن تنتهجها للحد من تفاقم الأزمة. ومنها، ما هو قائم على سياسة ترشيد الاستهلاك، وإقامة السدود، تحلية مياه البحر، وإتباع سياسة زراعية قائمة على أخذ بعين الاعتبار الوضع المائي. والتوعية الوطنية القائمة على، التربي على احترام هذه المادة الحيوية، كثقافة خلقية المياه. وهذا مثلاً ما فعلته الحكومة الكويتية رافعة شعار " الماء عديل الروح" .

ثانياً – عالمياً: أحد أسباب أزمة المياه عالمياً، هو ما يحدث على صعيد عالمي من تلوث بيئي ينعكس يومياً على الوضع المائي. وأقل ما يمكن قوله في هذا الإطار، ما ينتج عن التلوث البيئي من ارتفاع في درجة حرارة الأرض. مما يترك آثاراً خطرة للغاية، على الثروة المائية العالمية. ومن هذا المنطلق، تكمن أهمية الفاعلين الدوليين، ومنهم المنظمات غير الحكومية المدافعة عن البيئة. ومسألة المياه عالمياً هي  نموذج يؤكد - ويجب علينا أن نقر بذلك – بأن هناك دبلوماسية جديدة تظهر على الساحة الدولية. وهو ما يعرف بدبلوماسية المنظمات غير الحكومية.

ثالثاً – قانونياً : أشواطاً كبيرة قد قطعت عالمياً لوضع معاهدات واتفاقيات دولية لتنظيم مسألة المياه. ومن آخرها، اتفاقية عام 1997 اتفاقية الاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية. إلا أنه في ظل استمرار التوزيع غير المتكافئ للموارد المائية، والنمو المتزايد للطلب، تبدو المياه رهاناً استراتيجياً مولداً لأوضاع نزاعية بين الدول. وتبقى المسألة المائية تحت رحمة موازين القوى، في غياب تشريع دولي حقيقي ملزم في مجال المياه. بالإضافة، إلى غياب الآلية الواضحة لكيفية التعامل مع المخالفين لهذه الاتفاقيات أو عدم المشاركين فيها. فمثلاً،هل يمكن لدولة كتركيا لديها هذا الرهان الدولي الاستراتيجي أن تتخلى عنه؟

 


في النهاية، علينا محاولة الأجابة عن تساؤل استذكاري: فيما إذا كان هناك في عصرنا الحديث، نموذج صراعي ما بين الدول – فيما يتعلق بالمياه- تم حسمه عسكرياً ؟  قد تكون الإجابة على هذا التساؤل التاريخي، بمثابة المؤشر الذي على ضوئه، يمكن رؤية وتحليل ما سوف تؤول إليه الأوضاع في المستقبل؟؟؟









2013-03-18

أدق الحسابات السياسية عاجزة عن التواؤم الكامل







سلام الربضي \ باحث في العلاقات الدولية

صحيفة العرب اليوم \ عمان



أن بعض التصورات والأفكار تتحول إلى ثوابت فى الأذهان والأفعال، وكأنها تحولت إلى قوالب مقدسة. ويظل الكثير من النخب والقادة، ينتهجون ويلتزمون ذات الثوابت، والتي لم تعد تواكب التطورات الحاصلة بأي شكل من الأشكال. وفي ظل هذا الوضع، تزدهر في سماء المنطقة الكثير من خطابات سياسية، لا تتضمن التوصيفات المتعددة في العلوم السياسية، القدرة على الإحاطة بها، من شعوبية جديدة ودوغمائية ما بعد عصر الحداثة. وسواها من تلك التوصيفات، التي تم تخصيصها لوصف سلوكيات سياسية بدائية، سادت وانتشرت في أزمنة أولى من ممارسة السياسة والتعاطي معها بوصفها ترويضاً للمجتمعات الإنسانية، وليس باعتبارها، فن الممكن وفن إدارة الأزمات والمجتمعات، للوصول إلى أفضل النتائج التي تؤمن حياة البشر.

والإشكالية، تكمن في التوظيف السياسي البشع للأحداث من قبل بعض الأنظمة وبعض ما يسمى بالثورات العربية المعاصرة التي تعرف تماماً أنها لا تخسر شيئاً من الامتيازات التي حصلت عليها في بلدانها، ولن تترتب عليها أي التزامات. تمهيداً للابتزاز السياسي في لعبة السلطة، ودائماً بتحريض وتشجيع من الخارج. وأيضاً من البديهي، أن يتم استخدام المالي السياسي الخارجي الآتي باسم التنمية والإعمار في هذا المضمار. خصوصاً أن مقدميه هدفهم نصرة طرف على طرف آخر . بحيث يصبح المال السياسي الآتي تحت شعار التنمية والإعمار، سبباً لمزيد من الانقسامات التي تأخذ إلى الفتنة. حيث يستخدم المال السياسي لزيادة مساحة الشقاق بين مكونات المجتمع وتحديداً السياسية منها.


فيجب علينا معرفة هذا النسق الجديد في تحديد ووصف طبيعة العلاقات العربيّة الإستراتيجيّة الدّاخليّة والخارجيّة، وهو عبارة عن المظهر السّياسي ، المراد منه تحويل الأنظار نحو تقسيم الدّول العربيّة من جهة فيما بينها، ومن جهة أخرى في وضعها في حالة صراع مع  قوى إقليمية. لكن الأهمّ من ذلك، هو إدراكنا بالعمق لهذا الواقع، واستيعاب عمق التحدّي، والتحلي بالرّؤية الإستراتيجيّة، من قبل نخبنا: الثقافيّة، الفكريّة، السياسيّة، الاقتصاديّة والاجتماعيّة، الكفيلة بدرء المخاطر والتحدّيات عن أوطاننا ومجتمعاتنا .







فمثلاً مشروع الشرق الأوسط الكبير سيكون لزمن غير قصير وسيبقى الخيار الثقافي الدّولي الذي ترغب الدّول الكبرى في جعله برنامج عمل وتنفيذ لدول المنطقة _ على الرغم، من كل تلك التغيرات والثورات في المنطقة العربية _  وهو المشروع الذي سيصبح ضرورة دوليّة، سياسيّة، ثقافيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة وأمنيّة بامتياز في المنطقة الأكثر اشتعالاً في العالم. للألتفاف على التغيرات المجتمعية النسبية الايجابية،  وكل ما يليها مستقبلاً.

وبالتالي، تكتسب القدرة على التكيف الخلاق مع الموجات التاريخية أهمية قصوى، باعتبارها إحدى المهارات الأساسية للثقافة السياسية ، وخصوصاً في لحظات الانتقال السريعة في منطقتنا العربية الحالية، التي يغلب فيها على الحركة الدولية قدراً هائلاً من التغير والدينامكية. إذ تبدو، أدق الحسابات السياسية عاجزة عن التواؤم الكامل ، مع هذه المتغيرات وحركتها الدافقة، بما يجعلها في حاجة دائمة لإعادة النظر، من أجل التكيف المرن والخلاق معها. وهو ما يقاس بدقة الاستشعار وعمق القراءة. ومن ثم، حسن التوجه وسرعته أيضاً، وإزاء ما يعتبر موجات تاريخية أو تحولات سياسية، على النحو الذي يعظم من الفرص التي تتيحها هذه التحولات، ويقلص من مخاطرها لتأتي محصلة عوائدها وتكلفتها إيجابية.

فممارسة ذلك النمط من السياسة هو ما يمكن أن يطلق عليه مفهوم السياسة السهلة، بمعنى السياسة التي تفتقد للخيال القادر على إيجاد الحلول الممكنة للمشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا. فضلاً عن الإرادة التي تحول هذا الخيال إلى مشاريع ورؤى وتصورات، وفق تعاطي منهجي مستمر. وصولاً إلى التكييف العملي والعلمي لتلك المناهج، مع واقع الإمكانات المتاحة وواقع البيئة المحلية والدولية .

ومنبع التناقضات جميعاً، هو هذه الغرابة الجوهرية والجذرية في انساق  قد يرغب في فرضها على روحية المجتمعات التي فرضت فية وعليه غصباً، فلا تستطيع أن تكون آمنة . الأمر الذي يعمق غربتها ويعزز استحالة القبول بها، ولا يؤثر العنف الذي قد تتصف فيه يوما ما باللاتناسب إلا على أن اللاتناسب هو جوهر هذا النسق ، وببساطة هذه الانساق غير مناسبة ومتناسبة في المنطقة.






وهذا أمر غير قابل للتقادم ولا المحو، لا بالقوة ولا بمزيد من القوة لا بالجنون ولا بالعقل. لأن المفاهيم باتت مضطربة من فرط سوء استخدامها بلا تحديد ولا تدقيق، ووفق وظيفة تنتمي إلى التفخيم اللفظي أكثر مما تهجس بالمضمون. تهرباً ربما من الفراغ السياسي الذي يقف أمامه جميع الفاعلين _  إلى أي تيار انتموا _ فتصبح في أفضل الأحوال أدوات لحاجة صماء، لذلك قد يكون تعبير "تاريخي" في وصف المنعطف الذي نقف أمامه يصبح محرجاً، ولكن النظر إلى المشهد برمته يفرض مثل هذا التوصيف.





2013-03-13

التساؤل حول ما يمكن تسميته فكراً عربياً أم فكراً إسلامياً













سلام الربضي \ باحث ومؤلف في العلاقات الدولية



يجمع علماء الأنتروبولوجيا على أن البلاد العربية تشكل أعرق بقعة حضارية في العالم، انتقل فيها الإنسان إلى العصر الحضاري. وبالتالي، يجب النظر إلى الحضارة العربية من منظارين، منظار تعددي ثابت، ومنظار متداخل متحرك. حيث توالت عى أرض العرب ثقافات متعددة، أهمها : ثقافة وادي النيل، ثقافات بين النهرين وثقافات أخرى( منها العبرانية والفينيقية والآشورية) ،الثقافة المسيحية، الثقافة الإسلامية، والثقافة الغربية.

وبالتالي، فإن مجموع هذه الثقافات بتعددها وتداخلها وانصهارها الواحدة في الأخرى، تشكل الحضارة العربية. إذ يمكن توضيح علاقة الإسلام بالعروبة، من خلال تقسيم تلك المراحل التاريخية، والذي غايته التوضيح، أكثر مما هو ترتيب زمني قاطع. ذلك لأنه، لا يمكن ضبط الحدود الزمنية ضبطاً دقيقاً، بسبب تداخلها وتكاملها وتواصلها.

المرحلة الأولى: الجزيرة العربية والإسلام : الجزيرة العربية بظروفها ومناخاتها الطبيعية والإنسانية، هيأت لظهور الإسلام. كما أن للقبائل العربية المسيحية واليهودية والوثنية، بصماتها في الكثير من المواقف والتعاليم والعقائد التي تضمنها القرآن الكريم. إذ نزل القرآن بلغتها ومن الجزيرة انطلقت الدعوة، فإذاً الصلة بين الجزيرة والإسلام صلة جذور ومصير. إذ لولا الإسلام، لما خرج العرب من الجزيرة، ولما اتخذت اللغة العربية حجمها الضخم. فعندما ننظر لتعلق العرب المسلمين بدينهم، إنما نرى فيه كل تلك الخلفيات التاريخية العميقة، إلى درجة المزج العضوى بين العروبة والإسلام بل إلى حد التوحيد بينهما.

المرحلة الثانية : العهد الأموي والعباسي : تميزت الدعوة الإسلامية بأنها كانت رفيقة العمل السياسي، فكانت فتحاً دينياً عسكرياً، ونشر معتقدات وبناء دولة، وتحولت فيما بعد إلى إمبراطورية عربية واسعة الانتشار، امتدت أيام الأمويين لتصل إلى أفريقيا والأندلس غرباً وإلى خراسان وما حولها شرقاً. ومع هذا الاتساع، أصبحت الخلافة وراثية، وتأثرت الإدارة العربية بالإدارة الفارسية واليونانية والقبطية، وأصبحت العربية ليس فقط لغة الدين، بل ولغة الدولة والإمبراطورية. ومن ما يميز حكم الأمويين، أن المسلمين من غير العرب لم يكن لهم حظ في الحكم، ولا نصيب في الحياة الاجتماعية.  

ولكن،عندما تسلم العباسيون الحكم بعد سقوط الأمويين، تبدلت نوعية الحكم ونشأت أوضاع جديدة،على صعد مختلفة، أهمها: التجزئة وتقلص الرابطة العربية، لصالح الرابطة الإسلامية، حيث استعان العباسيون بالمسلمين غير العرب في مختلف المراكز وأعلاها، فضعف الدور الذي يلعبه العنصر العربى، وزالت الرابطة الوثيقة التي كان يستند عليها في الحكم أبان الخلفاء الراشدين والأمويين، إذ أن العامل الديني إن لم يكن مدعوماً بعصبية قومية متحدة يضعف فعله.

وبالرغم، من انحسار وضعف العنصر العربى فى الحكم، إلا أنه تم التعويض عنه في العهد العباسي بقيام حركة فكرية زاخمة، شارك فيها العرب وغير العرب، من خلال اللغة العربية، وجعلوا من ذلك العصر العصر الذهبي في تاريخ الفكر العربي _ على الرغم من أن تاريخ الفكر العربي يرقى إلى ما قبل العباسيين بوقت طويل _ حيث لمعت أسماء كبار العلماء والفلاسفة والشعراء والمؤرخين، من أمثال الجاحظ، الفارابي، الخوارزمي، الكندي، الرازي، ابن سينا، أبو العلاء المعري، جابر بن حيان، الغزاني، ابن طفيل، ابن رشد، ابن خلدون .





ولكن الإشكالية تكمن عندما يتم التساؤل حول ما يمكن تسميته فكراً عربياً أم فكراً إسلامياً ؟


فهنا نواجه معضلتين، فهذه الفلسفة مكتوبة باللغة العربية، ولكن كثير من رجالها غير عرب بل هم ترك كالفارابي، وفرس كالغزالي، ويوجد عند الفرس والأتراك أساليب مختلفة للتفكير حسب بيئتهم،

فكيف يحق لنا أن نسمي هذه الفلسفة عربية ورجالها أكثرهم من غير العرب؟

وإذا أردنا تسميتها إسلامية، فعلينا معالجة كل ما كتبه المسلمين في لغاتهم المختلفة: الهندية، الفارسية ... إلخ ونحن لا نعالج إلا القسم المكتوب باللغة العربية فقط؟

كما أن، هناك أفراد من غير المسلمين، ساهموا في الفكر العربي من المسيحيين واليهود. ويلاحظ من استعراض هذه المرحلة التاريخية من تاريخ العرب والإسلام، ملاحظات رئيسية مهمة جداً:

1-     عملياً : بعد انتهاء العصر الأموي لم يعد هناك دولة عربية إسلامية موحدة.
2-     ديمغرافياً: يصعب القول أن العصر العباسي كان عصراً عربياً بسبب
        الاختلاط الكبير بين العرب وغيرهم.
3-     انفتاح العرب والمسلمين ضمن ديارهم على الحضارات المختلفة.

ولقد اقترن استقلال العرب الحديث بعد انتهاء عصر الانحطاط العثماني، بقيام الأحزاب وظهور المفكرين لنشر الوعي العربي، والدعوة لإحياء دور الإسلام، وتحديد دوره في العصر الحديث، والبحث في علاقة الدين بالقومية، وخاصة الإسلام بالعروبة. وهذا يأتي، في سياق تطور الواقع الفكري، الذي يعتبر من مراحل التحديث التي لا بد من المرور بها. إذ أن العرب والمسلمين في عصورهم الذهبية . ولم يدعوا يوماً، أنه فى خزائنهم الروحية والفلسفية، غذاء يكفيهم مؤونة الاتصال بالشعوب والثقافات الأخرى. وهذا ما نحن بأمس الحاجة ألية الأن، مع هذه الموجات التاريخية المصيرية، التي تمر بها أمتنا العربية.










For communication and cooperation

يمكن التواصل والتعاون مع الباحث والمؤلف سلام الربضي عبر الايميل
jordani_alrabadi@hotmail.com