2012-12-14

البعد الثقافي وإستدعاؤه لفهم الإنساق العالمية








                                  سلام الربضي \ باحث ومؤلف في العلاقات الدولية

البعد الثقافي أصبح في صلب التحولات العالمية، وإستدعاؤه في التحليل ضروري لفهم هذه الديناميات الجديدة التي يتحول بها العالم. وإذا كانت العلاقات الدولية قائمة على المصالح وستبقى كذلك في كثير من المجالات. لكن لا بد من دراسة المثل وهويات الدول وليس فقد المصالح، فالهوية تعبر عن الواقع الاجتماعي( من هم الفاعلون)، أما المصالح فتعبر عن الرغبة وعن ماذا نريد, وبالتالي فالهوية تسبق المصالح، حيث الشخص لا يمكن أن يحدد ما هي رغباته وأهدافه ومصالحه من دون معرفته هويته ( من هو) أولاً. إذ إن التحديات العالمية الجديدة، تتطلب أجوبة جديدة، أي علينا أن نعرف ما إذا كان العالم الجديد الذي ترسم ملامحه، يفترض منا إعادة تقويم جذرية للعقود الاجتماعية التي تشكل عماد مجتمعاتنا المحلية والعالمية.
تلك التحولات الشاملة تستوجب جهداً إضافياً على الصعيد النظري، فهل نحن في حاجة لنسق فكري جديد؟
من الواضح أن الإنساق الفكرية المغلقة، على طراز مقولة أن " الماركسية" هي الحل أو أن "الرأسمالية" هي الحل، وأيضاً من يقول بأن " الإسلام" هو الحل، هذه الإنساق المغلقة، لم تعد أبواب عالمنا المعاصر مفتوحة لها. كما إن الثنائيات الزائفة التي سادت القرن العشرين، أما الرأسمالية أو الماركسية، أما القطاع العام أو القطاع الخاص، أما العلمانية وأما الدين، أيضاً كلها سقطت إمام دينامية الواقع الحالي. فلقد انتقلنا، ولا مجال للشك، إلى مرحلة الإنساق الفكرية المفتوحة، وجديدها الأهم هو، أنه سيحصل تركيب بين عناصر متضادة، ما كان يمكن الظن يوماً، إنه يمكن أن تتركب منها أطروحة واحدة.

هذه الأطروحة التي تجنح نحو القول بأن تفكيك الإنساق المغلقة يستبقه تشكيل"منظومات", تجتمع فيها عناصر متضادة لم يكن يحسب يوماً لها أن تجتمع. ألا تستحق التجربة الصينية التوقف عندها ؟ إذ إن واقع الصين الراهن، وكيف تتجاوز وتتعايش الرأسمالية في أكثر أشكالها تجلياً ووضوحاً في النظام الاقتصادي مع نظام سياسي شيوعي، لم يكن يدور في ذهن أحد، أن يقود هذا النظام عملية تنمية رأسمالية. وهناك نموذج آخر ليس ببعيد عن عالمنا العربي، ألا وهو تركيا، فالإسلام التركي حيث تتجاور الفكرة العلمانية مع الفكرة الإسلامية. في مشهد سياسي لا تشهد فيه إضطراباً، أو تنازعاً أو تضاداً أو تجافياً ما بين الفكرين. ونحن في إنتظار عامل الزمن، الذي سوف يحكم على تلك الإنساق المفتوحة التي سيكون لها التأثير الكبير، على الصعيد النظري المفسر لقضايا العالم، كما بالنسبة لتجديد موازين القوى في العلاقات الدولية.

لقد إعاد القرن العشرين النظر في ثوابتنا اليقينية، في ما يتعلق بالمجتمع والتاريخ والإنسان والقيم. وإذا كانت العلمانية حاولت أن تكون البديل عن إخلاقيات الديانـات الكبرى ( العلم، التقدم، التحرر، الإنسانوية) ، لكن على ما يبدو، فإن تطور العلم والتكنولوجيا، وهو العامل الحاسم وغير المتوقع، والذي لا يمكن كبح جماحة في التغيير، يهدد مستقبلنا ويؤدي بنا إلى إنسانية لا نعرف ماهيتها؟ فهناك كثير من النظريات التي تحاول ملء الفراغ الفكري لعالمنا المعاصر، منها نظرية نهاية التاريخ، نظرية صراع الحضارات، نظرية ما بعد الحداثة، ولكن قد يكون أخطرها نظرية يحلو للبعض أن يطلق عليها تسمية "ما بعد الإنسانية". فلقد دخلنا مرحلة تطور ثوري لعلوم الحياة خصوصاً " البيوتكنولوجيا"، مما سينتج تحولات جذرية في حياة الإنسان، تتيح في الأساس إمكانية تغيير الطبيعة الإنسانية. لندخل بذلك مرحلة تاريخية يكون لها تأثيرات إجتماعية، أخلاقية، سياسية، اقتصادية جذرية. وفي المستقبل القريب، علينا أن نواجه خيارات أخلاقية في مجال الهندسة الوراثية.
فالسؤال الذي يطرح هو: إلى أي حد يمكن إستعمال التكنولوجيا لتحسين الخصائص الوراثية؟
وإذا كانت تلك الأبحاث قائمة على إمكانية تغيير الطبيعة الإنسانية، فتساؤلات كثيرة تطرح حول العديد من المفاهيم الأساسية: كالمساواة بين البشر، والقدرة على الاختيار الأخلاقي، وتغيير إدراكنا وفهمنا للشخصية والهوية الإنسانية، والتأثير في وتيرة التطور الفكري والمادي، وفي السياسة العالمية بصفة عامة؟؟؟ وقد يكون أخطر ما في جعبة تلك الثورة " البيوتقنية" هو، أنها تزيد من الهوة الموجودة بين المجتمعات والأفراد، الأغنياء والفقراء. حيث بإمكان الأغنياء توظيف ثرواتهم للتحكم في الجينات، وإعادة الهندسة الوراثية لهم ولأولادهم. وبالتالي، فإن التحولات " البيوتقنية" قد تزيد من حدة اللامساواة بين الأغنياء والفقراء، بحيث تضاف إلى الهوة الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والرقمية، هوة بيولوجية، ستكرس للامساواة على مستوى تكويننا البيولوجي.




إذاً مستقبلاً، نحن أمام عالم " ما بعد الإنسانية" سيكون أكثر تراتبية ومليئاً بالصراعات الاجتماعية. ولا مكان في داخله لأي مفهوم حول " الإنسانية المشتركة"، إذ سيتم تركيب جينات بشرية مع جينات أخرى، بشكل يجعلنا لا نعلم ما معنى الكائن الإنساني. هذا الواقع المستجد الذي يعبر عن ملامح مجتمعنا  العالمي، وتحديداً من منظور فن التساؤل حول الواقع النظري المفسر لقضايا العالم، لا يمكن أن يقتصر النقاش فيه حول ملامح هذا النسق الجديد، بل إن التحدي الجديد في زمن العولمة يكمن في :

كيف وما هي السبل لمواجهة هذا النسق الجديد؟
وهل تحمل النظريات التقليدية ومنها الواقعية في طياتها الإجابة؟

وإذا كان الطموح، هو نشوء نسق كوني من القيم، يحكم سلوك الشعوب والمؤسسات: فهل ستكون مسألة القيم وتحولاتها في صدارة الأسئلة الفكرية الراهنة والمستقبلية؟ وهل إنتقل التركيز والاهتمام في تحديد العلاقات الدولية، من العوامل الاقتصادية والتكنولوجية إلى العوامل الثقافية، كقوة مؤثرة ودافعة في الشؤون الدولية؟
وإذا كانت المسافة الزمنية لملامح هذا النسق الجديد لم تتجاوز 25 عاماً، وهي مدة، وفقاً للمنهج التاريخي، لا يمكن أن تعطي دلالات ثابتة يمكن البناء عليها، فهل نكون سقطنا في فخ إشكالية، الاستعجال في ملء الفراغ النظري المفسر للعالم؟؟؟؟؟؟؟




2012-12-06

مؤشر غير أكيد على وجود اثار للحياة في المريخ


  




  رصدت أجهزة الروبوت "كوريوسيتي" عنصراً عضوياً بسيطاً على سطح المريخ، لكن، يبقى على العلماء تحديد إذا كان هذا العنصر يعود فعلاً للكوكب الأحمر؟؟؟  حيث لم يعثر بعد، على أي أثر للمواد العضوية المعقدة الضرورية لنمو الجراثيم. 

   إذ أنه ما من دليل قاطع في هذه المرحلة على وجود مواد عضوية على سطح المريخ؟؟؟ فعلينا أن نثبت أول شيء أن يكون هذا المركب العضوي يعود فعلاً لكوكب المريخ؟؟؟ فالكثير من المواد العضوية والمواد الكونية تسقط على سطح الكواكب في النظام الشمسي، ولم يستبعد أن يكون مصدر هذا المكون العضوي كوكب الأرض نفسه ؟؟؟

  وبالتالي، علينا  آخذ الوقت الكافي، وبعد ذلك يكون من دواعي السرور الإعلان عن أي جديد هام قد يتم كشفه. إذ يعتقد العلماء أن لديهم حظوظاً أكبر بالعثور على مواد عضوية معقدة ضرورية لتشكل الحياة.. وهذا يجعلنا أمام اكتشافات ستدخل صفحات التاريخ. فغالباً، ما تعمد وكالة الفضاء الأميركية إلى تفتير حماسة بعض التوقعات. ولكن، تبقى النظريات بشأن وجود ماء على سطح المريخ في الماضي، بحسب رأي العلماء، هي من الاكتشافات الأهم في مثل هذه المهمات المريخية حتى الآن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟







jordani_alrabadi@hotmail.com





2012-12-03

التساؤل عن الواقع النظري المفسر لقضايا العالم


بقلم: سلام الربضي

 


















بتنا نشهد تحولات عميقة في بنية المجتمع العالمي، حيث انتقلنا من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعرفة، بالترافق مع صعود ما يسمى باقتصاد المعرفة، بالإضافة لإنتقالنا من الثنائية القطبية إلى النسبية القطبية، والإنتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة. ولقد انتقلنا أيضاً من مفهوم مجتمع الأمن النسبي إلى مفهوم مجتمع الخطر، خطرالتلوث،الإرهاب، جنون البقر،البذور المسرطنة،الإستنساخ….الخ. فالواقع العالمي يعبر عن مرحلة إنتقالية، تتميز بها معظم الملفات الدولية، إن لم نقل السياسة العالمية، والقضايا المطروحة عالمياً من الأسلحة النووية، البيئة، الفقر، إصلاح الأمم المتحدة، حقوق الإنسان... وكل تلك القضايا تجعلنا نتساءل عن جدلية الواقع النظري المفسر لقضايا العالم؟

للحصول على الدراسة كامله

يرجى الدخول على هذا الرابط

وكالة القدس نت

التاريخ 25 - 11 - 2012


 

2012-11-24

التساؤل عن الواقع النظري المفسر لقضايا العالم








سلام الربضي \ باحث ومؤلف في العلاقات الدولية.

وكالة عمون الاخبارية

24\11\2012
 
بتنا نشهد تحولات عميقة في بنية المجتمع العالمي، حيث انتقلنا من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعرفة، بالترافق مع صعود ما يسمى باقتصاد المعرفة، بالإضافة لإنتقالنا من الثنائية القطبية إلى النسبية القطبية، والإنتقال من الحداثة إلى ما بعد الحداثة. ولقد انتقلنا أيضاً من مفهوم مجتمع الأمن النسبي إلى مفهوم مجتمع الخطر, خطرالتلوث،الإرهاب، جنون البقر،البذور المسرطنة،الإستنساخ….الخ. فالواقع العالمي يعبر عن مرحلة إنتقالية، تتميز بها معظم الملفات الدولية، إن لم نقل السياسة العالمية، والقضايا المطروحة عالمياً من الأسلحة النووية، البيئة، الفقر، إصلاح الأمم المتحدة، حقوق الإنسان... كل تلك القضايا تجعلنا نتساءل عن جدلية الواقع النظري المفسر لقضايا العالم؟

ومن الواضح إن كل تلك المتغيرات والمعطيات على الصعيد العالمي تضعنا أمام تساؤل حول نظرية الواقعية في العلاقات الدولية القائمة على نسق وتوازن دوليين. ويقصد بالنسق الدولي بإنه إنتظام آلي يعبر عن طبيعة العلاقة بين الدول، وهذه العلاقة خاضعة لنوع من التوازن تعبر عن واقع القوة. وما يميز تلك الطروحات النظرية إرتكازها على مبدأين: مبدأ الدولة اللاعب الوحيد على الصعيد الدولي، ومبدأ القوة أي توازن دولي قائم على القوة المادية.

ولكن من خلال محاكاة الواقع العالمي المعاصر، نجد أنه أصبح زاخراً بكثير من التطورات على كافة الأصعدة، والذي يمكن التعبير عنها بالسؤالين التاليين:

هل ما زالت الدولة وحدها القادرة على تحديد العلاقات الدولية؟
وهل يمكن تحليل هذا الواقع المستجد من خلال الإرتكاز على معيار القوة المادية فقط؟

أولاً، على صعيد الدولة:
 
إن أكبر إشكالية مطروحة في عصر العولمة هي جدلية العلاقة بين الدولة والعولمة, لدرجة أن كثيراً من النظريات تبشر بزوال الدولة أو تآكل وأفول مكانتها. وكثير من القضايا التي تجعل من مقولة " الدولة اللاعب الوحيد في العلاقات الدولية" هي موضع تساؤل؟ سواء على صعيد الفاعلين أم طبيعة القضايا العالقة، فهناك تزايد لنفوذ فاعلين غير دوليين أصبحوا محددين رئيسيين للعلاقات الدولية كالمنظمات غير الحكومية، الأفراد ، الشركات عبر الوطنية، المؤسسات الإعلامية.

تأكيداً على هذا الوضع، يمكن مراجعة ومتابعة الكثير من الأحداث من مفاوضات جولة الدوحة لـ " منظمة التجارة العالمية" لنرى تأثير المجتمع المدني، والاتفاقيات الدولية كـ " حظر الألغام" 1997، التنوع البيولوجي " 2000"، " كيوتو" للبيئة 1998، وحملات الغاء ديون الدول الفقيرة، وتأثير الشركات عبر الوطنية في الاقتصاد العالمي، يعكس واقع طبيعة العلاقات الدولية المعاصرة. كما إن القضايا العالقة أو المشكلات الدولية التي تهم العالم كله، لم تعد وقفاً على الدول بذاتها. وطبيعة تلك القضايا أو الظواهر، خرجت عما هو مألوف في العلاقات الدولية، فمثلاً مشاكل البيئة هي مشكلة بين الإنسان والطبيعة. وليست مشكلة بين الدول، وذلك من خلال التشخيص الدقيق لتلك الظاهرة.

وعلى صعيد ظاهرة الإرهاب، فنحن أمام وقائع تتم ليست على أيدي دول، إنما على أيدي منظمات أو شبكات أو أفراد غير معروفة العنوان أو الهوية. أو حتى ليس لها مركز واحد لصنع القرار. وبالتالي، فنحن أمام علاقات دولية جديدة لا تزال في طور الإكتشاف، وهذا النوع من العلاقات يتناقض مع منطق العقل التقليدي، مما يؤدي إلى تآكل مفهوم الدولة التقليدي. بالإضافة إلى التغيير الذي يحصل في مواجهة تلك الظاهرة، ومن هنا تأتي إشكاليات تعريف الإرهاب والعدوان. وبنظرة للواقع العالمي، نرى أنه حدث تحول كبير لمفهوم الأمن الجماعي أو العالمي، بحيث لم تعد النظرة الكلاسيكية المرتكزة على تحقيق أمن الدولة الأمن السياسي بالمعنى الضيق، هي التي تحكم واقعنا، بل أصبح مفهوم الأمن الإنساني بجميع أبعاده الاقتصادية، الثقافية، الاجتماعية، السياسية... لم يعد يقاس بمدى تقليص التهديدات بل بمدى الاستجابة للحاجيات الأساسية للإنسان.

وأصبح مفهوم التنمية المستدامة اكثر رواجاً، وهو الذي يحاول التوفيق بين تلك الحاجيات الأساسية للإنسان، وبين قدرة البيئة على تلبيتها، وفقاً لمبدأ المحافظة على إمكانات أرضنا، من أجل إستفادة أحفادنا منها. فبنية المجتمع العالمي المعاصر تضعنا أمام تساؤل حول نظرية الواقعية في العلاقات الدولية. فالواقعية ترى العالم على هيئة نظام تهيمن عليه الدولة، وهدف هذه الأخيرة تحقيق الأمن والقوة والسلم. لكنها اليوم، لم تعد هي محور النظام وحدها، وأمام هذا الواقع نجد انفسنا أمام حالتين: حال تخضع لدوافع تقليدية في البحث عن القوة والمصالح والسيادة، وحال تخضع لدوافع الاستقلالية وتجاوز الدول.

ثانياً، على صعيد القوة:   

المشكلة لا تكمن في مدى أهمية القوة في السياسة العالمية، وإنما حول إمكانية تفسير أنماط القوة وأشكال إستمرارها، بالاعتماد فقط على الاعتبارات المادية فقط ؟ أم يجب أيضاً، التركيز وإدراج الجوانب الثقافية عند التحليل؟
فالتفاعل على المسرح الدولي، هو تفاعل ثقافي وليس تفاعلاً مادياً فقط. فإذا اخذنا أكثر القضايا سخونة على المستوى العالمي  كالإرهاب، الأسحلة النووية، البيئة، لا يمكن إيجاد مقاربة نظرية لها، بعيداً من البعد الثقافي سواء في تحليلها أو حلولها. فقضية الأسلحة النووية لم تعد مطروحة من منطلق وجود الأسلحة بحد ذاتها، إنما الأهم كيفية فهم وجودها، فالولايات المتحدة لا تقلق كثيراً من إمتلاك دول مثل بريطانيا أو فرنسا للأسلحة النووية، على عكس موقفها من إيران أو كوبا، أو سوريا أو كوريا الشمالية.
كما إن قضية الإرهاب منذ احداث 11 أيلول تعطي دلالات جديدة، ليس أقلها التعبير عن إنبثاق الثقافة كعامل أساسي في تحليل وتحديد العلاقات الدولية. والعولمة بالمفهوم الواسع، أصبحت مسكونة بهاجس التعايش الثقافي، لا بالاقتصاد والتكنولوجيا فحسب، فنحن أمام مفهومين نقيضين : 

1- مفهوم الأمبريالية الثقافية. ويقصد بها حصراً " الأمبريالية الثقافية الأميركية".
2- مفهوم الأصولية الثقافية. ممثلة بالأصوليات الدينية، كالأصولية الإسلامية اليوم، كما الأصولية الأرثوذكسية البارحة والكاثوليكية من قبلها.

وبالتالي، فإن مسألة الإرهاب لا يمكن إيجاد مقاربة لها وفقاُ لمبدأ القوة المادية ( التوازن). وفي ما يخص مسألة البيئة والتنمية المستدامة، فإنها تطرح وبإلحاح مسألة القيم وتحولاتها، فلم تعد القضية تقف عند حدود الدول بل أصبحت مرتكزة إلى الإنسان بذاته. فالبيئة ومخاطرها تعكس علاقة الإنسان بأرضه، وقضايا التنمية المستدامة والفقر، لم يعد بالإمكان إيجاد حلول لها على صعيد الدول فقط. والمسألة ليست مطروحة عملياً وعلمياً بين دول غنية ودول فقيرة، بل بين إنسان فقير وآخر غني، وتقارير الأمم المتحدة زاخرة في تحليل هذا الواقع، كما إن التنمية المستدامة قائمة على هاجس السؤال الآتي :
 
كيف يمكننا وضع حد لانتهاك الموارد الطبيعية، الذي قد يقضي نهائياً على إمكانيات التنمية المستدامة، وبالتالي على حظوظ الآجيال القادمة، من دون عقد ثقافي؟ وما هي السبل التي نملكها، لمواجهة وتحديد متطلبات أخلاقية تتضمن إطاراً عاماً للأمن البشري؟



2012-09-29

همست لي الحياة






همست لي الحياة


أن مفتاح النفوس .. طِيبُ كلمـة .. وصدق حديث
ونقاء سريرة .. وإبتسامـة مُشرقـة .. وجمال لقاء

 مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم

وسؤال يسير عن حال من لم يعهد منك السؤال ...
ألا نحتقر أحداً .. مهما كان صغيراً
فلربما أدركنـا منـه حكمـة لم ندركها طيلـة حياتنـا
 
مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم
 
بأن أسوأ أمرٍ تقوم بـه ...أن تحكم على إنسان بحكم
غيرك عليـه .. دونما معرفـة شخصيـة بـه

وأسوأ منـه .. أن تكون رسولاً بنقل ما سمعت
 
 مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم 
أن أصدق الصدق وأصعبـه ... هو صدقك مع نفسك ومواجهتك لها

وأن الصبر والإحتساب روح أخرى نغوص بداخلها ..عند إحتقان الألم
  مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم
 
أن المال شر محض إذا لم يقدك إلى خير نفسك
 وأن الصداقـة أكبر من أن تكون كلمـة تـُتلى أو يفتخر بها
بـل إنها السفينة التي تحاول أن تحفظك مع ضراوة الأمواج
 والرياح في بحر الحياه الهائج

 مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم

بأن الإعاقـة هي إعاقـة الضمير والفكر لا الجسد
 
وأن الذاكرة السيئـة هي التي تحفظ لك مساوئ زمنك فقط

مجموعة أملي الجنة الإسلامية

أن من أقسى أنواع اليُتم .. يُتمُ الإحساس ويـُتم الحب

وإنك إذا كرهت شخصاً ... فعليك أن تعاملـه كإنسان

وإن الحقيقة والصواب في الآراء .. ليس إرثا لفئـة
دون أخرى بل حق مشروع لكل إنسان
  مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم
 
بأن أكتشف جهلي كل لحظـة

وأن معرفـة الأمور ليست قانوناً يحفظ في ساعـة
  مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم
 
 أن اليوم المفقود من حياتي .. هو اليوم الذي لم أطوّر فيـه نفسي

وإن الإرادة ليست فكرة في ذات .. بـل هي إنسان
 يتجسد على هذه الأرض ومن هنا يكون النجاح
  مجموعة سر الحياة الإسلامية ترحب بكم
 
أن الخطأ القاتل .. هو الذي تمنحـه القدرة على صدك
عن الركوب في قطار الصواب
 وأن يومك يطول ويقصر بقدر ما تـُودع فيـه
من فكر وعطاء .. أو نوم وغفلـة بلهاء

 


2012-09-18

الشركات عبر الوطنية في وضعية ضعف نسبي لم تشهده سابقاً.









   سلام الربضي \ باحث ومؤلف في العلاقات الدولية. *



إننا نعيش في ظل أيديولوجية جديدة للعبة السلطات والسلطات المضادة. فالمصلحة العامة كانت مبرر سلطة الدولة القوية والتوازن كمبدأ لليبرالية. وها نحن اليوم في عصر المساءلة كإطار لمجتمع السوق، وكسلطة توازن مقابل تزايد نفوذ الشركات عبر الوطنية، والسلطات السياسية تعرف قبل غيرها هذه التحولات. والتطورات في وسائل الاتصال انعكست في بعض جوانبها إيجابياً. فتجربة استخدام الانترنت وتقنيات الإعلام على امتداد القارات بأسرها يخرجنا بخلاصة، حول التفاعل بين العلم والشفافية والسياسة والاقتصاد والبيئة، التي يمكن استثمارها جيداً في محاولة إيجاد أدوات ضبط تعمل على إيجاد السلطة المضادة لسلطة قوى السوق.

لقد أحدث الانترنت ثورة في عالم الاتصالات والمعلومات وفتح مصادر جديدة للمعلومات، ومعظمها اليوم هي خارج سيطرة الدول والشركات والمنظمات الكبيرة. فتوفير المعلومات لم يعد حكراً على وسائل الإعلام العملاقة فبإمكان أي فرد، أو منظمة ذات حد أدنى من المعرفة التقنية، أن تخبر العالم بما تريد أن يسمعه عن طريق إنشاء موقع الكتروني بسيط جداً. إذ فعالية استخدام الانترنت والسرعة التي يجري التواصل فيها بين جماعات الضغط أو نقل المعلومات،تجعل من الزمن الذي تستغرقه الحكومات في إحداث التغيير في سياستها موضع سخرية. فمثلاً استغرقت استجابة شركة نبك باركليس 20 عام من ضغط المستهلكين للأنسحاب من جنوب أفريقيا العنصرية، ولكن حالياً شركة شل تزيل تعدياتها البئية في كثير من الأحيان في فترة لا تتجاوز الشهور؟؟؟

هنالك تحول تدريجي في الإعلام الرقمي البديل المتمثل بظاهرة البلوغوز التي تعبر عن التفاعل القوي بين البنى الاجتماعية والظاهرة الرقمية. إذ إن العلاقة بين الشركات وظاهرة البلوغوز فعالة ومؤثرة جداً في الرأي العام، وهذه الظاهرة أتاحت الفرصه لمعرفة ما يدور داخل هذه الشركات العملاقة من قبل كوادرها الداخلية. فلقد تعرضت سمعة شركة وول مارت إلى حملة شرسة على المواقع الالكترونية حيث القيت عليها تهمة أستغلال الموظفين وقتل التجارة المحلية الصغيرة، ونتج عن هذه الحملة تعرض الشركة لضغوطات شديدة، إجبرتها أن ترسل عن طريق شركة ايدلمان المسؤلة عن العلاقات العامة في وول مارت، وثائق للمدونيين لمحاولة تبيض صورتها وإعطاء صورة عن شفافيتها .

وأقل ما يمكن قولة إن الشركات الآن تعمل بشفافية أكبر من ذي قبل والكثير من الشركات التي تعرضت للضغط استجابت وعملت على تغيير أسلوبها في العمل فمثلاً تعرضت شركة ""nike لحملة شرسة لكيفية عمل مصانعها في أندونيسيا، ونتيجة الضغوطات سمحت الشركة للمنظمات الإنسانية من زيارة مصانعها والتأكد من التغيرات التي أقدمت عليها الشركة, وقد أصدرت منظمة التبادل العالمي وهي منظمة لحقوق الإنسان مكرسة لنشر العدالة الاجتماعية حول العالم تقارير اعتبرت فيها أن هناك تحولات مدهشة في عمل هذه الشركات. وأن أثر ضغوط الرأي العام كبيرة، والشركات تزداد قابليتها إلى تشريع أبوابها لإخضاع حساباتها البيئية والاجتماعية للتدقيق ومن تلك الشركات "benand jerrys","body shop","shall","bp","bt". فقوى السوق تختلف عن السياسيين من حيث أنها لا تستطيع إبقاء قاعدتها الاستهلاكية غير راضية.




وبعيداً عن إشكالية قياس حجم التأثير على الشركات، يبقى التركيز على أسماء الماركات المعروفة عالمياً عن طريق حملات تشويه السمعة والاحتجاجات، وما تتعرض له تلك الشركات من شهرة سلبية يترك نتائج سلبية على نشاط الشركات. والأهم قد يكون عند محاولة الشركات إعادة بناء سمعتها، آنذاك تكون كلفة ترميم السمعة في غاية الصعوبة. إضافة إلى الكلفة المرتفعة، وقد يكون من المستحيل على الشركات إعادة ترميم سمعتها، فكثير من الشركات تخشى الشهرة السلبية وذكريات انهيار الشركات ماثلة للعيان أمثال rentspar", "kathee", leegifford", "gm"" .

ونتيجة تأثير وضغط والرأي العام تنازلت الكثير من الشركات وراجعت كيفية سلوكها في كثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية. فشركة ماتل الأمريكية لألعاب الأطفال باربي سحبت من محالها في الأسواق الأمريكية والعالمية 18 مليون لعبة للأطفال، نتيجة تلوثها بمواد غير مسموح بها من طلاء يحتوي على مواد الرصاص وهو طلاء أرخص من غيره من مواد الطلاء وطويل العمر ولمّاع. لكنه يؤدي إلى ضرر في الجهاز العصبي لدى الإنسان، أو لتزويدها قطعاً مغناطيسية يمكن للطفل أن يبتلعها وتؤذيه. وتفاعلت الحملة لتأخذ أبعاداً مختلفة في الأوساط السياسية والرقابية في الولايات المتحدة وأوروبا والصين. وقد دافعت الصين عن صادراتها وعزت سبب حدوث بعض المشاكل في الصادرات إلى اختلاف المعايير بين الدول، معتبره أن السبب الرئيسي في  استرجاع ألعاب صنعت في الصين نتيجة عيوب في التصاميم الأميركية وليس جراء أخطاء الأيدي العاملة الصينية.

قد تكون هناك أبعاد مغايرة أحياناً لمسألة السلامة العامة وصحة المستهلك. ومن الجائز أن تحمل هذه الحملات في ثناياها أبعاداً كيدية، نتيجة التنافس الشديد بين صناعات الدول النامية والدول الصناعية المتقدمة. وبفعل عامل المنافسة الشديدة وضيق الوقت بدأت ظاهرة العيوب التصنيفية _ التي لا تقل خطراً أو ضرراً عن حادثة الألعاب الصينية _  تتكرر في  الصناعات المتطورة في الدول الصناعية، مما يؤكد أن الظاهرة ليست محصورة في الدول النامية أو الشركات التي تعمل فيها. وقد لجأت شركة فورد إلى سحب13 ألف إطار وضعت على طراز إكسبلورير ذات الدفع الرباعي نتيجة اكتشاف خلل تقني في تصنيع تلك الإطارات.

وعلى صعيد صناعة الأغذية يكفي ذكر الحملات التي أدت إلى التصدّي وكشف خفايا مرض جنون البقر التي انطلقت من بريطانيا، والتي ما تزال ذيولها قائمة حتى اليوم. وأيضاً أسفرت الحملات عن بحث البرلمان الأوروبي في البدائل المتاحة من أجل تأسيس صناعة أدوية رديفة في الدول الفقيرة. وكانت البرازيل وتايلاند قد منحت شركات الأدوية المحلية رخصاً لإنتاج أدوية رديفة للأدوية المحمية بحقوق الملكية، مُتَحَدِّيَة اتفاق تريبس العالمي الذي أبرم في منظمة التجارة العالمية في عام 1994 مما يسهم في حل الأزمة الصحية في الدول النامية على المدى الطويل. كذلك فإن الضغوطات في أوروبا أدت إلى طلب النواب الأوروبيون من المفوضية التجارية في الاتحاد الأوروبي رفع الحماية الفكرية عن المنتجات الدوائية.
عالم جديد تتحرك ضمنه الشركات عبر الوطنية هو مجتمع السوق وديمقراطية الرأي العام، وعند نقطة تقاطع السوق والرأي العام تظهر آليات الضبط والمراقبة التي تخلق التوازن في السلطات. ولعبة السلطات المضادة بصورة أو بأخرى بشكل سلس أو بصدمات متتالية ستفرض نفسها في النهاية. وإن واقع السوق الذي تعمل الشركات في ظله والذي تستمد النفوذ منه يستدعي أدوات وآليات للضبط والتحكم وهذا ما يحصل على أرض الواقع. إذ توجد سلطات مضادة وهي في طور التبرعم وهذه السلطات المضادة تفرض نفسها رويداً رويداً في ظل فلسفة جديدة تطغى على المستويين المحلي والعالمي.

وفي سياق السباق المتواصل بين السعي لاحتلال مواقع احتكارية ـ وهو ما تمثله الشركات عبر الوطنية ـ وبين الردع الذي تتولاه المؤسسات الراعية لحقوق المنافسة فإن الشركات الرأسمالية باتت في وضعية ضعف نسبي لم تشهده سابقاً. وعلى عكس الكلام البليغ السائد حول عدوانية السوق وجنون الرأسمالية وعدم عقلانية الشركات عبر الوطنية، فلفظ كلمة "رأسمالية" اصبح مرداف لعدم الاستقرار والفوضى وشريعة الغاب وانتصار الأقوى والتفاوت وانعدام المساواة وجنون البقر،  وكوابيس آخرى، وكلها أفكار تدخل اللاوعي .

والمنظمات غير الحكومية، قادرة على أن تكون العمود الفقري في تلك الحملة أو المسار الجديد في مواجهة نفوذ هذه الشركات. فالمنظمات من خلال ملاحقة الشركات قضائياً قادرة على إحداث تغيير من جراء التشهير بالشركات التي تمارس أعمالاً تتعارض مع المصالح العامة العالمية، سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية أم بيئية. وهذه الملاحقات ينتج عنها تعرض الأصول النفسية التي تملكها الشركة للخطر، ونعني بذلك السمعة الطيبة للشركات، ناهيك عن النتائج المادية والقانونية لتلك القضايا.

إن ما نشهدة أمام أعيننا هو ولادة نظام مستقر من السلطات والسلطات المضادة حتى لو لم نتجاوز بعد تساؤلاتنا وشكوكنا. إذ في ظل هذا النظام المتبلور والقائم على حيوية القضاء والرأي العام، يجب وجود سلطات تأخذ على حين غرة وبصورة قوية على عاتقها، مواجهة قوى السوق الاحتكارية .

For communication and cooperation

يمكن التواصل والتعاون مع الباحث والمؤلف سلام الربضي عبر الايميل
jordani_alrabadi@hotmail.com