2012-05-12

في رثاء والدي







أنا منْ مات، ومنْ مات أنا
لقي الموتَ كلانا مرتين


نحن كنا مهجة ً في بدنٍ

ثم صِرْنا مُهجة ً في بَدَنَيْن


ثم عدنا مهجة في بدنٍ

ثم نُلقى جُثَّة ً في كَفَنَيْن

 
وهما العذرُ إذا ما أُغضِبَا

وهما الصّفحُ لنا مُسْتَرْضَيَيْن


 



ليتَ شعري أيُّ حيٍّ لم يدن
بالذي دَانا به مُبتدِئَيْن؟


وقف الله بنا حيث هما

وأمات الرسلَ إلا الوالدين


ما أَبِي إلاَّ أَخٌ فارَقْتُه

ودّه الصدقُ، وودّ الناس مين


طالما قمنا إلى مائدة ٍ

كانت الكسرة ُ فيها كسرتين


وشربنا من إناءٍ واحدٍ

وغسلنا بعدَ ذا فيه اليدين


يا أبي والموتُ كأسٌ مرة ٌ
 
لا تذوقُ النفسُ منها مرتين

كيف كانت ساعة ٌ قضيتها

كلُّ شيءٍ قبلَها أَو بعدُ هَيْن؟


أَشرِبْتَ الموت فيها جُرعة ً

أَم شرِبْتَ الموتَ فيها جُرعتين؟


لا تَخَفْ بعدَكَ حُزناً أَو بُكاً

جمدتْ منِّي ومنكَ اليومَ عين 





أنت قد علمتني تركَ الأسى

كلُّ زَيْنٍ مُنتهاه الموتُ شَيْن


ليت شعري: هل لنا أن نلتقي

مَرّة ً، أَم ذا افتراقُ المَلَوَين؟


وإذا متُّ وأُودعتُ الثرى

أَنلقَى حُفرة ً أَم حُفْرتين؟


سلام الربضي


 

For communication and cooperation

يمكن التواصل والتعاون مع الباحث والمؤلف سلام الربضي عبر الايميل
jordani_alrabadi@hotmail.com